ا.م.د.سفيان صائب المعاضيدي
      مركز الدراسات التربوية و الابحاث النفسية

صدر حديثا كتاب
( الموهبة العقلية و الابداع من منظور علم نفس الشخصية )
من تاليف الاستاذ المساعد الدكتور سفيان صائب المعاضيدي

الإبداع و الموهبة العقلية و بناء الشخصية .. كلها مكملات لبعضها ، فالتفكير الإنساني و منذ عصور فجر التأريخ ما فتيء يبني و يعمّر و يرسّخ أسس العمران البشري و قد بدأ الإنسان أولى مراحل التفكير (والله أعلم) منذ استيطانه الأرض و حاجته إلى حماية نفسه و بناء مكان يأوي إليه .اذ بدأ بما يسمى التفكير الخرافي حاليا و هو إرجاع الظواهر الطبيعية إلى الماورائيات أو الى قوى عظمى غريبة أيا كانت تسميتها حينذاك .
ثم تدرّج تطور مستوى التفكير باكتشاف الآلات الحادة و العجلة … و ما بني عليهما من أطر نظرية ، و يعد اكتشاف النار مصدرا للطاقة نقطة التحول في الفكر البشري . و بداية من بدايات التفكير العلمي، مع ما مرّ به الفكر الأنساني من تحولات عظيمة و تغييرات على المستوى العالمي مرورا بالكوارث و تراجع التفكير إلى أصله الأول بالعودة إلى الميتافيزيقيا و الماورائيات ، وصولا الى حالات الاستقرار التي تمر بها الأمم فتوقد جذوة التفكير و تبدأ بالأعداد و التحضير الى التفكير الأرقى و الأسمى ، و بناء البلدان من بناء تفكير أبنائها العلمي الصحيح الذي يتم ببناء المنهج و المدرسة و المعلم و الطالب …. الذي يؤدي بدوره الى انشغال الإنسان بالوصول إلى المراحل المتقدمة من التفكير.
يعد الإبداع الإنساني أحد أرقى مراحل التفكير ، اذ من خلاله أنشأت الأمم قوى عظمى و بدأ التنافس بين الدول للوصول الى مستوى أنضج كل حسب قابلياته و قدراته الفعلية ، أضف الى ذلك ما بأمكانهم من أستظهار القدرات لأبناء دولهم خاصة و للمجاميع التي ينتمون اليها بشكل عام.
لقد بدأ علماء النفس و منذ منتصف القرن العشرين تقريبا البحث في كيفية تعليم مهارات التفكير، و كيف يستطيع المعلم بمدرسته ألأستدلال على الطلبة من ذوي القدرات العقلية العليا ؟ ، و لا يتم ذلك دون الأهتمام بالمحكات و المقاييس التي تظهر و تنمي و تبني تلك القدرات.
كما بدأت في القرن العشرين دراسة الموهبة العقلية ، و الأهتمام بالموهوبين . بل و هو الأهم من ذلك أهمية بناء الشخصية عامة و للمبدعين و الموهوبين بشكل خاص ، حتى أصبح هذا الموضوع الشغل الشاغل لعلماء النفس في القرن العشرين .
لقد أهتم العلماء منذ الربع الأول من القرن العشرين ببناء الشخصية من خلال أهتمامهم بأختبارات الشخصية و بناء تلك الأختبارات لفظية و صورية ، و تصنيفها الى أسقاطية و تشخيصية .. و غيرها، يتناول الكتاب موضوع التفكير العلمي و الموهبة العقلية بطريقة علمية مستندة الى الدراسات و الأدبيات السابقة
في هذا الميدان ضمن الفصول و المباحث الآتية :
أولا : مقدمة عامة في التفكير الأبداعي و الموهبة العقلية .

ثانيا : الفصل الأول بعنوان بعنوان ( سمات الشخصية )
       المبحث الأول : سمات الشخصية ، و المبدعة منها على وجه الخصوص.
       المبحث الثاني: أثر الوراثة و البيئة في الشخصية.
       المبحث الثالث:نظريات الشخصية المبدعة.

ثالثا : الفصل الثاني بعنوان ( القياس النفسي_قياس الشخصية_)
       المبحث الأول : القياس النفسي .
       المبحث الثاني : قياس الشخصية.
       المبحث الثالث : نظرية السمات.

رابعا : الفصل الثالث بعنوان ( الأبداع و التفكير الأبداعي )
       المبحث الأول : المعرفة و التفكير .
       المبحث الثاني : الدوافع و المعرفة .
       المبحث الثالث : حل المشكلات.

خامسا: الفصل الرابع بعنوان(التفكير الأبداعي آلياته و متغيراته)
       المبحث الأول : الآليات النفسية في التفكير المبدع.
       المبحث الثاني : علاقة التفكير الأبداعي بعدد من المتغيرات.

سادسا: الفصل الخامس ( التفكير الأبداعي و آليات التدريب)
       المبحث الأول : طرق التدريب على التفكير الأبداعي .
       المبحث الثاني : الطرق الجماعية في التدريب على التفكير الأبداعي .
       المبحث الثالث : مهارات التعليم الأبداعي.
       المبحث الرابع : قياس التفكير الأبداعي .

سابعا: الفصل السادس بعنوان (الدراسات و الأختبارات في التفكير الأبداعي و الموهبة العقلية ).
      المبحث الأول : أهمية الدراسات في المبدعين و الموهوبين.
      المبحث الثاني: نماذج من أختبارات التفكير الأبداعي.

              ان هذا الكتاب محاولة علمية لفهم طبيعة التفكير الأبداعي و الموهبة العقلية ، أتأمل أن ينال رضا من يقرأه ، و أن يوفقني الله في مرضاته ، وأكون موفقا في عرض المعلومات . اذ هو كأي كتاب يصدر لا بد من وجود الهفوات غير المقصودة و الأخطاء الطباعية التي حاولت قدر الأمكان أن أبتعد عنها ، و لكن جلّ من لا يخطيء، كما لا ندعي الكمال في العلم فالكمال لله وحده ، أتمنى على من يطلع من أخوتي القراء تصويب الأخطاء و أعلامي بأية هفوة فأكون شكرا لكم فضلا لا أنساه ، ففي الحديث الشريف عن سيدنا رسول الله محمد ( صلى الله عليه و سلم) لا يزال الرجل عالما ما طلب العلم فأن ظنّ أنّه علم فقد جهل . اللهم أبعدنا عن الجهل و الضلالة و أجعلنا ممن يعمل لمرضاتك أنك سميع مجيب الدعاء ……. و الله ولي التوفيق .

Comments are disabled.